|
وفد من الأمازيغ المغاربة زار إسرائيل للمشاركة في ندوة دولية حول التسامح (الجزيرة نت)
|
الحسن السرات-الرباط
يحتد الجدل بالمغرب حول سعي بعض النشطاء الأمازيغ لإقامة علاقات تطبيعية مع إسرائيل من خلال محاولات رفضتها بعض الهيئات الأمازيغية واعتبرتها أطراف أخرى استقواء بإسرائيل والولايات المتحدة.
وتعود أحدث محاولة في ذلك الاتجاه إلى مشاركة وفد أمازيغي مغربي في ندوة دولية نظمتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في إسرائيل بين 17 و20 ديسمبر/كانون الأول الماضي تحت شعار "التسامح ونبذ العنصرية ونشر ثقافة الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم".
وضم الوفد الأمازيغي المحامي أحمد الدغرني عن الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي وعلي فضول عضو اللجنة التحضيرية لجمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية.
وخلال إقامتهم في إسرائيل استقبلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بمقر وزارتها في القدس المحتلة الأمازيغ المغاربة ولم يتسرب شيء عن فحوى اللقاء.
وفي الندوة عرض الوفد ما سماه تمييزا وعنصرية ومضايقات ضد الأمازيغ بالمغرب، وللتدليل على ذلك أشاروا إلى سعي وزارة الداخلية لحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي عن طريق المحكمة.
ومن المنتظر أن يبت القضاء في ملف الحزب الديمقراطي الأمازيغي يوم 17 يناير/كانون الثاني الحالي بعد أن رفعت الداخلية ضده دعوى قضائية تطالب فيها بحله بحجة أنه يخرق قانون الأحزاب الذي يمنع قيام تشكيلات سياسية على أساس عرقي أو ديني.
|
أحمد الدغرني يقول إنه لا يجد غضاضة في زيارة إسرائيل وإقامة علاقات معها (الجزيرة نت)
|
استقواء بالخارجودفاعا عن مشاركته في الندوة المذكورة قال الدغرني للجزيرة نت إنه لا يجد غضاضة في زيارة إسرائيل وإقامة علاقات معها، مبررا موقفه بأن الصراع مع إسرائيل لا يعني الأمازيغ.
وقد أدان رئيس السكرتارية الوطنية لمساندة الشعبين الفلسطيني والعراقي خالد السفياني زيارة الدغرني لإسرائيل، واعتبرها استقواء بالخارج على السلطات المغربية.
وقال السفياني إنه كان يؤيد الدغرني في تأسيس حزب أمازيغي لأن ذلك من حقه، غير أنه يدين الآن بشدة لجوءه إلى قوى خارجية لإجبار المغرب على الاعتراف بحزبه. لكن الدغرني يقول إن زيارته لإسرائيل لا علاقة لها بموقف السلطات المغربية من حزبه.
ومن جانبه أدان الناشط الأمازيغي في جمعية سوس العالمة عبد الله أوباري موقف الدغرني والذين رافقوه إلى إسرائيل، متهما جهات خارجية بالوقوف وراء بعض الأمازيغ المتطرفين الذين ينفذون أجندة محكمة التخطيط تملى عليهم.
وأشار أوباري إلى أن جمعيات متعددة، أمازيغية وغير أمازيغية، تستعد لإصدار بيانات منددة والقيام باحتجاجات ضد تصرف الدغرني.
وكان بعض النشطاء الأمازيغ حاولوا تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية اليهودية منذ سنتين، غير أن عاصفة من الاحتجاجات والإدانات أوقفت محاولتهم في مهدها. وكان الدغرني من أبرز المتحمسين لهذه الجمعية.