|
|
|
|
|
|
دالرأي – عادل نجدي: أعاد الإعلان مؤخرا عن عقد لقاء موسع لمجموعة من الفعاليات الأمازيغية اليسارية بمدينة الحسيمة، من أجل تدارس إمكانية تأسيس جمعية للصداقة الريفية اليهودية، أعاد إلى الأذهان اللغط الذي سبق أن أثاره الإعلان عن تأسيس لجنة تحضيرية في يوليو الماضي لجمعية" سوس العالمة للصداقة الأمازيغية الإسرائيلية"، بين بعض المنتمين للحركة الأمازيغية وكوادر مناهضة للتطبيع. وإن كان أحد النشطاء اليساريين المشاركين في هذا اللقاء قد صرح لصحيفة محلية بأن فكرة تأسيس جمعية للصداقة الريفية اليهودية أملته الرغبة في حفظ الذاكرة المشتركة لليهود وسكان الريف الذين تربطهم علاقة قوية متجذرة في التاريخ، فإن تصريحه لم يمر دون أن يثير ردود فعل، إذ سارع حزب النهج الديمقراطي إلى إعلان تبرأه من أعضائه الواقفين وراء تأسيس جمعية تحت يافطة"الصداقة مع اليهود". إهانة لكرامة الريفيين وجاء في بيان صادر عن كتابته الوطنية" إن النهج الديمقراطي يدين بشدة هذه المبادرة المشبوهة وأية مبادرات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ويعتبر كل من يساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر في مثل هذه المبادرات خارج النهج الديمقراطي". وأضاف البيان" لقد كان حريا بهؤلاء الأشخاص أن يشكلوا جمعية للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يخضع لحرب إبادة حقيقية". ووصف الحزب تأسيس جمعية للصداقة الريفية اليهودية بأنها "مبادرة تهين كرامة الجماهير الشعبية بالريف ورمزية القائد المناضل الأممي بن عبد الكريم الخطابي". وردا على التبريرات التي يقدمها المدافعون عن تأسيس جمعيات الصداقة مع إسرائيل، بأن الأمر لا يعدو أن يكون تعاونا مع يهود من أصل مغربي، أبرز البيان أن "اليهود المغاربة، إذا كانوا في الأصل ضحية لمخطط صهيوني ساهم فيه النظام المخزني الذي يسر عملية تهجيرهم إلى فلسطين، فإنهم أصبحوا، على العموم، جزء ومكون من المشروع الصهيوني الامبريالي الهادف إلى القضاء على مكونات الشعب الفلسطيني والسيطرة على خيرات وشعوب منطقة الشرق الأوسط. ولم تتبلور، إلى الآن، داخلهم أية قوة تناهض هذا المشروع الصهيوني الامبريالي وتدعو إلى تحويل هدا الكيان إلى دولة ديمقراطية علمانية". عمليات مأجورة ووصف خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والعراق محاولات التطبيع التي تتم تحت ذرائع الأمازيغية أو الرياضة أو الفن… بأنها"عمليات مأجورة من طرف المخابرات الصهيونية والأمريكية والأوروبية، لا يمكن أن تنطلي على أحد".
وقال السفياني لـ"الرأي"" مثل هذه المبادرات لا يمكن أن يقبلها الشعب المغربي بكل مكوناته وهي إهانة لأبناء الريف أحرار هذا الوطن، ولتاريخ بطل الريف الأمير عبد الكريم الخطابي الذي عمل طيلة سنواته الأخيرة من أجل خدمة الأمة العربية والإسلامية وفلسطين والتحرر من كل أشكال الاستعمار".
وأضاف السفياني" يكفي للرد على المطبعين في المغرب أو سواه من الدول العربية أن نذكرهم بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبها الكيان الصهيوني العنصري هذا الأسبوع في غزة، ويكفينا أن نذكرهم بأن أبناء الريف والأطلس وسوس والصحراء المغربية لم يترددوا يوما عن الخروج في مظاهرات من أجل دعم فلسطين والعراق وأفغانستان والتنديد بكل عدوان يستهدف الأمتين العربية والإسلامية". ربطا لليهود المغاربة بجذورهم الأمازيغية وتعليقا على الجدل الذي أثاره الإعلان عن قرب تأسيس جمعية للصداقة الريفية اليهودية، قال سعيد الزاوي المنسق العام للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان لـ"الرأي"" مع كامل الأسف، نسمع أصواتا نشازا، غير مرتبطة بالواقع المغربي بقدر ارتباطها وتفاعلها مع قضايا الشرق الأوسط، تدين وتستنكر كل الخطوات التي تسير في اتجاه ربط علاقات ودية مع دولة إسرائيل".
وأضاف قائلا" هذه الأصوات، تنعقد ألسنتها، كلما تعلق الأمر بخروقات حقوق الإنسان بالمغرب؛ حيث لم نسمع لها صوتا لها عندما قضى عشرات الأبرياء الأمازيغ بمنطقة أنفكو، كما أنها لم تعرب عن موقفها من أحداث الشتاء الأسود ببومالن دادس. هذه الأصوات، لم تحرك ساكنا كذلك، عندما حضر ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( العضو بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) إلى مؤتمر جبهة البوليساريو الأخير بمنطقة تيفاريتي. وأكد خلال هذا المؤتمر مساندة الشعب الفلسطيني لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وذكر الزاوي أن" العلاقات بين الأمازيغ واليهود تعود إلى زمن بعيد؛ باعتبار أن الديانة اليهودية أول ديانة سماوية اعتنقها الأمازيغ قبل المسيحية والإسلام، بعد هجرة اليهود، الذين تم اضطهادهم في المشرق، إلى شمال إفريقيا و استقرارهم بها".
وقد اتسمت هذه العلاقات بالتسامح والتعايش، إذ مارس اليهود حياتهم بشكل طبيعي إلى جانب السكان الأمازيغ الأصليين، فاحترفوا التجارة، وتشبعوا بالثقافة والعادات الأمازيغية، وبنمط الحياة الأمازيغي. وأوضح الزاوي أنه" من أجل تمتين وتقوية هذه العلاقات التاريخية الإيجابية بين الأمازيغ واليهود، ومن أجل ربط اليهود المغاربة المتواجدين بدولة إسرائيل بأصولهم وجذورهم الأمازيغية، بادر بعض الشباب الأمازيغي الناشط في إطار تنظيمات الحركة الأمازيغية، إلى التحضير لتأسيس جمعيات للصداقة والتعاون الأمازيغي اليهودي (جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية اليهودية، وجمعية الصداقة الريفية اليهودية)، وإلى القيام بزيارات متبادلة من وإلى إسرائيل.
| | | |